
عن المشروع
"ماذا نخفي خلف النوافذ؟" هي سلسلة تصويرية حاولت من خلالها الغوص في ديناميكيات الحركة على الطرق الريفية (بين صنعاء وعمران)، وكيف يتفاعل الناس مع تلك الطرق ومحيطهم الريفي. من خلال الصور، أسعى لاستكشاف العلاقة المعقدة بين البشر والطبيعة، وبين الرحلة اليومية التي تشكل جزءًا من حياتهم. كل صورة هي لحظة صمت تكشف عن عالم من التفاصيل التي قد لا تُرى إلا من خلف نافذة.
هذه السلسلة التصويرية هي جزء من مشروعي طويل الأمد "رسائل من اللا مكان". من خلال هذا المشروع، أسعى لإعادة الاتصال بجذوري الريفية لاستكشاف الأشياء المشتركة والعلاقات المتبادلة بيني وبين قريتي. نشأت في أسرة ريفية وفي عام 1998 انتقلنا إلى صنعاء، ومنذ ذلك الحين أصبحنا أسرة حضرية. فقدت خلفيتي الريفية، لم يعد لدي أي جذور أو سمات من حياة الريف، وعندما أكون في قريتي، ينادونني بـ "الزلمة الصنعاني". أحاول من خلال هذا المشروع إبراز تميز المجتمع الريفي، وارتباط الناس بالأرض، والحيوانات، والعلاقات الإنسانية التي تجمعهم.
قمت بالتقاط جميع الصور باستخدام هاتفي المحمول ومن خلف النوافذ لسببين رئيسيين؛ الأول هو استخدام النوافذ كوسيلة حماية بسبب القيود المفروضة على التصوير واستخدام الكاميرات في اليمن. الثاني هو أنني أعتبر النوافذ كحدود وفواصل بيني وبين جذوري الريفية، ورغم شفافيتها، إلا أن لها وجودًا. كما أنني شعرت وكأنني عين ثالثة، أنظر خلف الحاجز الزجاجي، الذي يمثل بالنسبة لي الحد الفاصل بين الحياة الحضرية وتعقيداتها.
عن المصور/ة:
الفنان والممارس الثقافي صادق الحراصي، من اليمن، يستكشف في أعماله مفاهيم الهوية والذاكرة والانتماء من خلال عدسة فنية تعكس التفاعلات بين الإنسان ومحيطه. حاصل على بكالوريوس في الهندسة المعمارية من جامعة صنعاء، وكان من بين الحاصلين على منحة البرنامج العربي للتصوير الوثائقي المدعومة من آفاق ومؤسسة Prince Claus و Magnum. بتوظيفه للجسد البشري كأداة تعبيرية، يسعى صادق إلى إعادة سرد الهوية والثقافة اليمنية في سياق حديث، حيث عرضت أعماله في عدة معارض محلية ودولية.