<- Back
You Can See Me But I Can't

عن المشروع

منذ وفاة جدي قبل 25 عامًا، وأنا أحمل في داخلي شوقًا عميقًا لرؤيته مرة أخرى، لأشعر بوجوده. اكتشفت عن طريق والدتي أن والدي كان غائبًا خلال السنوات الأولى من حياتي، وكأن جدي كان قد حلّ مكانه. ومع رحيله، شعرت وكأنني فقدت أبًا وجدًا في آنٍ واحد.<br>ذات يوم، رافقني والدي إلى منزلنا القديم، بيت طفولتي، لالتقاط بعض الصور.<br>

أنا: أبي، هل يمكنني التقاط صورة لك؟ لا تقلق، لن يظهر وجهك فيها!

أبي: بالطبع، يا ابنتي! التقطي ما شئتِ من الصور. أنا أشبه جدكِ، فقد حللت مكانه بطريقة ما، كما تعلمين! 

رددت كلماته في داخلي بقوة، فاستيقظت والدموع تفيض من عينيّ.  

بعد كل هذا الوقت، زارني حلم قبل بضعة أيام، وأثر فيّ بعمق. كنت في منزلنا القديم المهجور، حيث خطوت أولى خطواتي. كان هناك، جالسًا على أريكتنا المهترئة بجانب والدي، الذي بقي صامتًا بلا حراك. كنت أقف في الفناء، أنظر إلى الحديقة المتضخمة، أشعر بالخوف من شيء لا أذكره. ثم التفت إلى جدي، فنظر إليّ بلطف وقال: "تقدمي يا ابنتي، لا تخافي." كانت كلماته تحمل تلك الرقة التي لم يمنحني إياها أحد، والتي جعلتني أسيرة ذكراه لسنوات طويلة.

شعرت بهدوء وراحة غامرة، وكأنني أخيرًا تلقيت الاعتراف الذي كنت بحاجة إليه لمواجهة حزني دون خوف من فقدان عقلي. 

عن المصور/ة

سيليا بوغدال (مواليد 1994) هي مصورة وحرفية ومهندسة معمارية جزائرية، يتمحور عملها حول الحميمية والمشاعر والذاكرة. نشأت في مدينة صغيرة على البحر، واكتشفت شغفها بالتصوير أثناء دراستها للهندسة المعمارية في الجزائر العاصمة. كعضوة في "Collective 220"، عرضت أعمالها في معارض جماعية في إسبانيا وفرنسا وسويسرا.